الثلاثاء، ٢٠ يناير ٢٠٠٩

كالزئبق هم

أنطلقت تحوس في مطبخها الصغير... ترفع قدراً ثم تنزله... تحمل صحناً ثم تضعه
.
وكان يراقبها من بين سطور الجريدة ... و بين رشفة شاي و أخرى
.
.
يعلم تماماً إنها ستتوقف عن "جلبتها" العديمة الفائدة ... و يعلم إنها ستأتي لتنتزع الصحيفة من بين يديه انتزاعاً لتقول كلاماً يعي جيداً إنه سيكون "قنبلة"
.
.
وحدث ما كان يتوقع ... بالشراسة ذاتها انتزعت الصحيفة من بين يديه ... بالسلاطة ذاتها بادرته : لا تمد يديك لتلامس ايديهم ابداً ... فأرواحهم تتسرب من بين أصابعهم لتسكن يدك... و أرواحهم كالزئبق أو كالزئبق هم
.
تواصل كلامها بلا توقف ... تقول كل ما ببالها في نفس واحد
.
كالزئبق هم... إن أردت يوماً أن تحمله وتحافظ عليه ... فسوف تتوقف عن الحركة و تتوقف حتى عن التنفس لتحتفظ به ... بينما سيتسرب هو من خلال خلاياك ليسمم دمك
.
ثم عادت أخته لمطبخها ... و تركت أثارها التدميرية تعبث به...
.
.

***
كانت معكم من وراء المايكرفون...قنبلة لا اثر لها ... أنا

ليست هناك تعليقات: