الجمعة، ١٤ نوفمبر ٢٠٠٨

انوثة1

بسم الله الرحمن الرحيم


***


زماااااان عندما كنت صغيرة كان يستوقفني ، يستهويني ويأكل جزءاً من دماغي وربما أكل جزءاً كبيراً من قلبي أيضاَ... يا الله كم كنت ساذجة...


كان يجذبني بطولة وقوامه الممشوق ... وصوته الفاتن يسترعي كامل انتباهي و يسمرني حيث أنا ... وأظل هناك خلف شباكي أناظره من بعيد لبعيد... علاقتنا كانت محرمة فأنا الصغيرة بجدائلي أحبه وأهواه وأتمناه ...وهو الكبير بطولة الفارع لا ولن يكون لواحدة من صاحبات الجدائل...


يالله كم كنت ساذجة ... بالنسبة لي كان رغبة جامحة وحب من طرف واحد وجنون طفلة يراودها حلم الانوثة... وكان عالم آخر وإجابة على سؤال من مجمل أسئلة فضولية...


شائت الأزمان أن أكبر و شائت الأقدار أن تتحول الجدائل إلى خصلات حرة ترتمي على كتفي ... فألتقينا و تصاحبنا وأصبح لي ... أصبح لي وبأشكال كثيرة وألوان متعددة ... أدخلته عالمي فرحة مغتبطة ... أحببت تأثيره علي و عشقت ملازمة صوته لخطواتي ... وأصبحت أختال برشاقة في مشيتي مزهوة به ونظرات الإعجاب تحيط بنا معاً ...


لكنه لم يكن مثالي جداً و لم يكن مريحاً أو مخلصاً لي... أصبح يخنقني ، يقتلني ويقصمني إلى نصفين ... و أصبحت أعرج في مشيتي إن أطلنا البقاء معاً...جميل هو نعم ...لكنني أقدر راحة بالي أكثر من جماله... هكذا قررت أن أخلعه والخلع حق من حقوقي... يقره المجتمع ويعترف به ...

وهجرت الحذاء ذو الكعب العالي ... وما عاد طوله يستهويني ولا صوته يستوقفني...


وعدت لحذاء الطفولة ... أركض به متى أشاء ... أستكشف به أين أشاء ...وأكون به من أشاء... ومازلت ساذجة تمشي بلا خيلاء وكلها انوثة ...

***


كانت معكم من وراء المايكرفون ... أنثى من زمن الطفولة ... أنا

الأربعاء، ٥ نوفمبر ٢٠٠٨

فوضى مرتبة

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد انقطاع لمدة طويلة نسبياً ... لا أستطيع إلا ان اعود لأقلامي و أوراقي ...و أعود للكتابة

يبدو لي إن الكتابة قدري أو ربما اكون أنا القدر المفروض على الكتابة...و لما اشغل نفسي بهذه التساؤلات لما لا أكتفي بنثر حروفي على صفاحتها فتشكل بفوضاها المشاكسة ترتيب أتميز به أنا

لطالما تمنيت أن اكون مرتبه منظمة منمقة كالآخرين...لكنني اليوم أدرك إن الفوضى هي نكهتي المميزة وطعمي الخاص ... وأدرك إن النظام أحيانا يكون مملاً وإن في الفوضى جمالية عفوية خاصة ...فأهلا بك حروفي المبعثرة ومرحى لك صفحاتي "الملخبطة"

دعوني آخذكم إلى عالمي لأشرح لكم أحدى معاني العشوائية المنظمة التي تغزوني

صباح كل يوم أقف امام مرآتي لأمشط خصلات شعري المتناثرة ... امشط وامشط وامشط ... حينها تبدو خصلاتي مرتبه أكثر من اللازم وأبدو كمن يحاول جاهدا ليكون شخص آخر ... تمتد أصابعي لتنكش شعري قليلاً ...يبدو الآن و كأنه قد صافح أحدى نسمات الصباح الدافئة...نعم هذا هو شعري وهذه هي أنا

وكما خصلات شعري تكون جميع أشيائي و مشاعري ايضاً فوضوية لدرجة الترتيب ...مرتبة لدرجة البعثرة... وهكذا أنا برتقالة تجمع بين حموضة الليمون وحلاوة الرمان و رائحة الحمضيات النفاذة...هكذا أنا لوحة لجزيرة صغيرة يتهادى البحر على شطآنها و بقلبها بيت تحيط به حديقة صغيرة و يسكنه عاشقان...ألوان هذه اللوحة مختلفة متباينة لكنها تمتزج وبعضها في نسق حميم... هكذا رأيت نفسي دائماً كما الحكايات التي تمتليء بها الكتب وتفيض بها ذاكرة الأجداد

هذا هو حديث اليوم ... ولنا غدا حديث آخر ... سأختم أسطر اليوم ولكن مهلاً

تذكرت شيئاً ... حكاية الفوضى تبدأ معي صباحاً كما اخبرتكم سابقاً ولكنها لا تتنتهي عندما تغرب الشمس بل تبدأ معي فصل جديد من الحكاية... وقبل أن انام ...ابعثر مخدتي ولحافي و ادخل بينهما ... وعندما اغمض عيناي اسافر في رحلة فوضوية أخرى من الأحلام...ويالها من رحلة


:)

تحياتي

كانت معكم من وراء المايكرفون...الفوضى المرتبة...أنا