الأحد، ١٧ يونيو ٢٠٠٧

أريد أن أغفر خطاياك


عزيزي


بالأمس فقدت قدرتي على التلذذ بفنجان الشاي الصباحي... و اليوم لم استسغ طعم فكاهات صاحبتي فاطمة... وعندما طلبت صاحباتي مني تقمص دور جدتنــا العجوز الطيبة... أحسست بالكلمات تموت بين شفتي و تختنق تحت وطأة مشاعري المثقلة بخيانتك... ثم أسهبت في رواية حكاية بائسة تُدمي القلوب حزناً وتُعمي العيون بكاءً... أوقفتي سعاد قبل نهاية الحكاية ... وتسائلت حنان عن سبب التحول الفجائي الذي طرأ على شخص جدتنــا المرح...عندها أدركت أن لا حل لي إلا الرحيل


حملت حقيبتي وألتحفت بشالي ثم غادرت سرب رفيقاتي... و توجهت لطريق لا يعرفني فيه أحد... تركت قدماي تقوداني حيثما تريدان... لطالما أحببت ممارسة رياضة المشي وأستمتعت بها ايما استمتاع... ولكنني اليوم وعلى غير عادتي ... لم استشعر دفيء الشمس ولم اسمع زقزقة العصافير... ولم ألحظ ذلك الطفل الصغير إلا عندما اصطدمت به... وحين ابتعد خياله عني... تذكرت إنني نسيت أن أعطيه قطعة الحلوى التي نذرتها لأول طفل أصادفه في طريقي... عندها أدركت إن المحظور تحقق ... وإنني بحبي لك وسكوتي عن خيانتك لي خالفت أكبر قواعدي... وتنازلت عن أهم مبادئي... ففقدت جزء لا يعوض من هويتي... حتى إنني نسيت من أكــون


أخبرني عزيزي من أكون أنـــــا... ومن تكون أنت... فلست أريد التفريط بذكرياتي معك ... ولست أريد قلب صفحاتك ومسح حروفك من كتبي... لازلت أحب أن اقرأ سطورك وما بينها... و يعجبني أن التمس ذلك النبل وتلك الشهامة ... فما أحببتك يوماً إلا لأنني رأيت فيك ذلك الفارس الشجاع... والبطل المغوار الذي لا يهاب قول الحقيقة... وما عشتقك وعشقت ايامي معك إلا لأنك كنت ذلك القلب النابض بحب الخير للجميع... فأيـــــــن ذلك من فعلك اليوم؟!!... أوتتناسب الخيانة مع أخلاقيات الفروسية والبطولة والرجولة فيك... أويتلائم الكذب مع شهامتك و نبلك... أخبرني من تكون... ثم اروي لي رواية مفصلة عمن تعتقد إنني أكــون


أسمح لي تعريتي أياك على الورق... وتحميلي إياك ذنب مسخي لشخص لم أكنه في يوم من الايام... وثق إنني مافعلت هذا إلا لأن شعور القهر أجتاح أعماقي ... وطغى بجنون على كل أحاسيسي ... حتى أصبحت أفكر كثيراً بطريقة أنتقم منك فيها ... أتعي ما أقول ؟!... الانتقام" كلمة قرأتها في كتب كنت أصنفها تحت بند من بنود الخيال الأسود... واليوم اصبحت هاجسي الأول والأخير



عزيزي


أمسح كلمة الانتقام من أوراق دفاتري... وابعد أطيافها من عالم أحلامي... مد يدك الكريمة وأنتشلني من عذابات ليلي ونهاري ... أعد لي جزء من كياني المفقود... و املأ مخزون البذل والعطاء عندي من جديد... ساعدني لأتخطى الجروح التي خلفتها خيانتك ... ساعدني لأني أريد أن أغفر خطاياك... أريدأن أعيدك ملكاً على عرش الرجولة



كانت معكم من وراء المايكرفون...بقلمها النازف...شكولاته

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

كان الله في عونك و نولك مرادك.

ME يقول...

اللهم آمين ...

:)