السبت، ٢٨ نوفمبر ٢٠٠٩

شوق...

يعتريني شوق وحنين ... لفوضى عربية صرفة ...
.
حين أركب حافلة الذهاب أو الاياب من و إلى الجامعة ... تحاصرني أصواتهم و تلفني ضوضاءهم ... حروفهم أفهمها ... كلماتهم أستطيع التجاوب معها ... جملهم ربما ترسم علامة استغراب على وجهي ... و أحاديثهم قد تضحكني أو تبكيني...
.
.
لكنها ليست كفوضى الكلمات العربية ...
.
أغلق عيناي ... أرى نفسي وسط سوق عربية شعبية... و بين صياح الباعة و صراخ المرتادين ... ينبثق الدفيء من حروفنا الشمسية والقمرية... و رائحة الورد من أسماءنا ... و زقزقة العصافير من أفعالنا ... و نكهة التوابل من ضمائرنا و حروف جرنا...فيحتويني ذلك الشغف العربي في صورة جمل أسمية و فعلية... و يهدهدني الجنون الشرقي بشعره و نثره ...
.
يالله ... ما أجمل لغتنا ... حتى عندما تكون مجرد همهمات تنطلق من فم أخي محمد حين يهذي حالماً ... حتى عندما تكون على شاكلة سباب و زعيق و صراخ ... حتى عندما يطلق البعض عليها لفظة " كلمات سوقية " ...
.
أعترف أن حبي للعربية غير مشروط ... أحبها في أسوء حالاتها على الرغم من إنني لا استخدمها ... و أعشقها في افضل حالاتها عندما يرتل الآيات -التي كتبت بها- صوت يخترق الاسماع والاذهان ... يتجاوز الافاق و الاعماق ...
.
***
.
اللهم ارزقني فوضى ضوضائية عربية ... تحرر جليد غربتي اللغوية...
اللهم آمين ...
.
.
كانت معكم من وراء المايكرفون ... مشتاقة ... أنا

ليست هناك تعليقات: