الأربعاء، ٥ نوفمبر ٢٠٠٨

فوضى مرتبة

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد انقطاع لمدة طويلة نسبياً ... لا أستطيع إلا ان اعود لأقلامي و أوراقي ...و أعود للكتابة

يبدو لي إن الكتابة قدري أو ربما اكون أنا القدر المفروض على الكتابة...و لما اشغل نفسي بهذه التساؤلات لما لا أكتفي بنثر حروفي على صفاحتها فتشكل بفوضاها المشاكسة ترتيب أتميز به أنا

لطالما تمنيت أن اكون مرتبه منظمة منمقة كالآخرين...لكنني اليوم أدرك إن الفوضى هي نكهتي المميزة وطعمي الخاص ... وأدرك إن النظام أحيانا يكون مملاً وإن في الفوضى جمالية عفوية خاصة ...فأهلا بك حروفي المبعثرة ومرحى لك صفحاتي "الملخبطة"

دعوني آخذكم إلى عالمي لأشرح لكم أحدى معاني العشوائية المنظمة التي تغزوني

صباح كل يوم أقف امام مرآتي لأمشط خصلات شعري المتناثرة ... امشط وامشط وامشط ... حينها تبدو خصلاتي مرتبه أكثر من اللازم وأبدو كمن يحاول جاهدا ليكون شخص آخر ... تمتد أصابعي لتنكش شعري قليلاً ...يبدو الآن و كأنه قد صافح أحدى نسمات الصباح الدافئة...نعم هذا هو شعري وهذه هي أنا

وكما خصلات شعري تكون جميع أشيائي و مشاعري ايضاً فوضوية لدرجة الترتيب ...مرتبة لدرجة البعثرة... وهكذا أنا برتقالة تجمع بين حموضة الليمون وحلاوة الرمان و رائحة الحمضيات النفاذة...هكذا أنا لوحة لجزيرة صغيرة يتهادى البحر على شطآنها و بقلبها بيت تحيط به حديقة صغيرة و يسكنه عاشقان...ألوان هذه اللوحة مختلفة متباينة لكنها تمتزج وبعضها في نسق حميم... هكذا رأيت نفسي دائماً كما الحكايات التي تمتليء بها الكتب وتفيض بها ذاكرة الأجداد

هذا هو حديث اليوم ... ولنا غدا حديث آخر ... سأختم أسطر اليوم ولكن مهلاً

تذكرت شيئاً ... حكاية الفوضى تبدأ معي صباحاً كما اخبرتكم سابقاً ولكنها لا تتنتهي عندما تغرب الشمس بل تبدأ معي فصل جديد من الحكاية... وقبل أن انام ...ابعثر مخدتي ولحافي و ادخل بينهما ... وعندما اغمض عيناي اسافر في رحلة فوضوية أخرى من الأحلام...ويالها من رحلة


:)

تحياتي

كانت معكم من وراء المايكرفون...الفوضى المرتبة...أنا

ليست هناك تعليقات: